(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
يبدو أن ما تسبب به راسموس بالودان، وهو زعيم حزب سياسي دنماركي متطرف ومغمور يسمى “سترام كورس”، من أعمال شغب ومواجهات في أحياء العاصمة كوبنهاغن، خلال الأيام الماضية، جاء بنتائج في مصلحة الحزب، الذي يتجاوز في تشدده حتى حزب الشعب الدنماركي القومي المتشدد، وخصوصا بعد حملة شعبية لجمع تبرعات لمجلس مساعدة اللاجئين الدنماركي، التي رأى فيها منتقدوها “استفزازاً واستهزاءً بحق راسموس بالودان في التعبير عن رأيه”.
وبحسب ما أشارت إليه وكالة الأنباء الدنماركية (ريتزاو)، اليوم الجمعة، فإن “سترام كورس” اقترب من تحقيق تأييد 20 ألف ناخب ببياناتهم الشخصية وتوقيعاتهم، المرسلة إلى وزارة الداخلية إلكترونيا، حيث يشترط القانون الانتخابي حصول الحزب على توقيعات 20.109 ناخبين ليتمكن من المشاركة في الانتخابات البرلمانية. ووفقا لوزارتَي الداخلية والاقتصاد الدنماركيتين، إن تدفق توقيعات المواطنين لتأييد ترشح الحزب للانتخابات البرلمانية المقبلة وصل إلى نحو 18 ألف توقيع، وإن ما يفصل “سترام كورس” عن إعلان قائمة مرشحيه نحو ألفي توقيع. وينتهج هذا الحزب خطابا عدائيا ضد المسلمين وعموم المهاجرين غير الأوروبيين في البلد، وأقدم زعيمه، بالودان، في مناسبات متعددة على حرق نسخ من القرآن، واستعرض، في أكثر من مناسبة، بمظاهرات صغيرة جدا، تحديه للمهاجرين في الضواحي التي يعيشون فيها، وخصوصا في منطقة نوربرو، خلال الأسبوع الماضي. وأسفرت الاحتجاجات التي قام بها شبان مسلمون، وشبان من أقصى اليسار الدنماركي، ضد بالودان، عن انتقادات سياسية لاذعة لهذا السياسي الشاب، خريج كلية الحقوق، وبالوقت نفسه رفض الدنماركيون، وبعض وسائل الإعلام والسياسيين، ردود الفعل العنيفة التي أظهرها المحتجون المسلمون ضده.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وطالب بعض الدنماركيين، الذين لم يرق لهم العنف وحرق الحاويات والسيارات في نوربرو، على وسائل التواصل الاجتماعي، بأن “يغادر المسلم الذي لا يتحمل أن يعبر شخص عن رأيه.. فنحن في الدنمارك نفصل بين الدين والسياسة، ونظامنا علماني، ولا يمكن قبول ألا يكون للبوذية والإسلام وغيرهما من الديانات مكانة فوق دستورنا”، بحسب رأي أحد ناشري الانتقادات التي تلت تحرك بالودان الذي وصف بـ”المستفز”، حتى من رئيس وزراء الدنمارك لارس لوكا راسموسن. ويشير محللون دنماركيون، اليوم الجمعة، على مواقع إخبارية محلية، إلى أن حصول حزب متطرف على تأييد أكثر من 12 ألف ناخب خلال أقل من أسبوعين “مؤشر على رفض الناس فرض منع التعبير عن الرأي بسبب مسائل دينية”، في إشارة إلى ربط ردود الفعل التي دفعت ببعض الشبان المتحمسين إلى إطلاق شعارات وخطابات وتصوير فيديوهات ضخمت كثيرا مما حدث، وأعادت وسائل الإعلام نشرها، ما تسبب بردود معاكسة لدى الشارع. وتشير الصفحة الرسمية لحزب “سترام كورس” حول أهدافه إلى أنه يرغب في تطبيق “حظر على الديانة الإسلامية في الدنمارك، وخروج البلد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية حول اللاجئين، وضرورة طرد كل شخص مقيم من خلفية غير غربية، بمن فيهم الحاصلون على لجوء، وإعادة تقييم قضايا من حصل على الجنسية بهدف سحبها من المهاجرين على طريق طردهم من البلد”. ويعتبر خبير الشأن الانتخابي في جامعة كوبنهاغن، كاسبر مولر هانسن، أن “وصول سترام كورس إلى البرلمان خبر سيئ لرئيس الوزراء الحالي لارس لوكا راسموسن، فهو إلى جانب حزب المحافظين الجدد، سيعني خسارة حزب رئيس الوزراء للمزيد من الناخبين والمصوتين التقليديين له”. وأضاف أن دخول الحزب المتطرف إلى البرلمان سيعني، أيضا، “فرض معادلة جديدة على الأحزاب السياسية نتيجة خطابه وحصوله على تأييد بين الناخبين، فلا يمكن تجاهل حزب سياسي يحصل على تأييد المواطنين، وستضطر الأحزاب لسؤال نفسها وبرامجها عن الأسباب”. وكان زعيم الحزب راسموس بالودان تلقى قبل فترة حكما بالسجن لـ14 يوما مع وقف التنفيذ ودفع غرامة مالية بناء على قانون مكافحة العنصرية، بعدما تفوه بعبارات أهان فيها أفارقة. وناشد بالودان، أمس الخميس في فيديو، الشعب الدنماركي بمزيد من الدعم عبر التواقيع: “أطالبك أنت وعائلتك وأسرتك وأصدقاءك ومعارفك بأن تدعمنا.. فإن كنت تريد أن يكون لحزب سترام كورس تأثير ونفوذ في البرلمان المقبل، لطرد 750 ألف عدو أجنبي يقيمون على أرضنا (في إشارة إلى مجموع المهاجرين من أصول غير أوروبية) أرسل توقيعك لدعمنا”. وتكلفت الدولة الدنماركية، حتى إبريل/ نيسان الحالي، بنحو 30 مليون كرونه لحماية بالودان وتحركاته في الشارع، بحجة أنه “مهدد بالقتل”.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});